غريق نهر الخنزير – عبدالرحمن عفيف
كتاب „غريق نهر الخنزير“ للشاعر والقاصّ الكرديّ السوريّ عبدالرحمن عفيف عبارة عن أقاصيص وإشراقات وأشعار يسترجع فيها الأيّام الماضية من حياته وحياة آخرين؛ وبعيد كتابتها كفعلٍ تحدّ يتمّ القيام به لأجل عيش هذه اللحظات الماضياتِ ثانية عن طريق اللغة، بعد أنْ صارت عدَماً كاملاً مكمّلاً.
يعيد الكاتب في هذا العمل تأثيث عالمه بحكاياته وذكرياته من مدينته عامودا ومن بساطة وجمالية الحياة والناس فيها قبل سنوات، يصنعُ من نفسه شخصاً على وشك الغرقِ، يودّ بملء ما فيه من طاقةٍ وقدرةٍ بعد أنْ يقصّ حياة بتفاصيل دقيقة وعواطف وإحساسات، وهو مؤمنٌ أنّه إن نجح في قصّه وتعبيره، فإنّه لن يغرق قط، بل يكتسب حياة متجدّدة وعيشاً متبرعماً، فيهتدي به آخرون كثيرون على وشكِ الغرقِ مثله…
يحاول الشاعر عبدالرحمن عفيف استرجاع الأيام الماضية من حياته ومن حياة الاخرين, استرجاع المكان والزمان والانطباعات القديمة حتى التي في أعماق النسيان العميقة وإعادة كتابة هذه الأمور كفعل تحد يتم القيام به لأجل عيش هذه اللحظات الماضيات ثانية عن طريق اللغة, بعد أن صارت عدما كاملا مكملا.
يقسّم الكاتب عمله إلِ ثلاثة أقسام، أقاصيص وإشراقات وأشعار، ويعود فيها الكاتب إلى سجلّ ذكرياته ومراحل مختلفة من حياته وارتحالاته بين ثنايا الأمكنة، بحيث يكون نهر الخنزير الذي كان يقطع مدينته عامودا إلى شطرين، نقطة الالتقاء وقارب الانطلاق نحو حميمية الماضي ودفء تفاصيله الجميلة. وبالإمكان مشاهدة جماليات الغرق في الذكريات الأثيرة في أبلغ سطوع ووضوح له في إشراقات الشاعر.
„غريق نهر الخنزير“ كتابٌ جامعٌ لأشدّ لحظاتِ الحنين ومستخرجٌ لأبلغ ما نسي وطمر، وبذلك يمتلك قابليّة أن يقرأ على مستويات عديدة: كشعر وأغنية، كإشراقٍ ومكاشفةٍ أو حكاية ورواية. وهو كتاب الذاكرة المتجدّدة النابضة بالحياة.
يشار إلى أنّ لوحة الغلاف للفنّان الكرديّ السوريّ بشّار العيسى وتصميم الغلاف للشاعر والفنان ياسين أحمدي. ويقع الكتاب في ٣٠٠ صفحة من القطع الوسط.