ليــس مــن الســهل إنصــاف شــخصية جــلال طالبــاني السياســية، ومعرفــة وإدراك تأثيرهــا ودورهــا كاملـَين، في الحركــة التحرريــة الكرديــة، وفي العــراق الســياسي المعــاصر دون قــراءة عميقــة، وتتبّــع مســتديم للأحــداث والوقائــع والمعطيــات السياســية والاجتماعيــة العراقيــة، عـلـى مــدى ســتين عامــاً مضــوا.

فلــم تتضــارب الآراء حــول أي ســياسي آخــر، كـمـا تضاربــت حولــه، وقــد اتهم بالتناقـض مـع نفسـه في أكثـر مـن منعطـف، لكـن حتـى الذيـن اتهمـوه بذلـك، ولم ينسـجموا مـع أفـكاره ومواقفـه السياسـية، لم يكـن بوسـعهم أن يتجاهلوهـا، فهـو لم يخـفِ سياسـته وتعاملـه مـع الأحـداث في يـوم مـن الأيام، وكان واضحـاً وجريئــاً إلى حــد تبنـّـي أخطائــه والاعتراف بهــا. بمعنــى أن „التناقــض“ لديــه لم يكـن دلالة على الضيـاع السـياسي والفكـري، بـل كان دلالة عـلى الكشـف وإزالــة المعوقات التــي اعترضت طريقــه النضالي الطويــل.

جلال طالباني أحداث ومواقف للكاتب سالار أوسي عن دار افا للنشر والتوزيع.