حي الأرمن – مكرديج ماركوسيان
في „حي الأرمن“ ثمة توثيقا دقيقا للمكان, وثمة دهشة يزيح عنا „مكرديج ماركوسيان“ الستار مشهدا وبخاصة بالنسبة لقارئ غريب, حيث تدعه يكترث لهؤلاء الناس الذين هم جزء من حكايات مضت لمصيرها.
بالنسبة لمجتمع الأرمن فإن ثيمة المكان لها دلالات أعمق من مجرد مكان ولادة, فهي تعني هنا الهوية والوطن والذكريات, فآلام الأرمن إثر المجازر الأليمة التي تعرضوا لها في بدايات القرن العشرين على يد العثمانيين كان أحد تمظهراتها هو الإزاحة عن المكان, ومحاولات تجريفه. لذا فالمكان هنا مختلف عن مجرد توثيق البساطة في حي شعبي في زمن وحقبة ما, إنه مختلف عن خصوصية المكان وتوثيق التفاصيل الدقيقة له كما هي عند نجيب محفوظ مثلا, فالمكان يساوي الوجود هنا.