و رددت الجبال الصدى – خالد حسيني
هذه هي الرواية الثالثة التي يصدرُها الكاتب الأفغاني صاحب الجنسية الأمريكية خالد حسيني، أصدرها عام 2013م، وفي هذه الرواية ظهر خالد الحسيني بأسلوب مختلف عن أسلوبه في الروايات السابقة، حيث لم يعطي دور البطولة لأي شخصية من شخصيات روايته، بل كانت روايته تشبه القصص القصيرة فقد جعل فصول الرواية التسعة مختلفة عن بعضها ومرويَّة بوجهات نظر شخصية مختلفة، وكانت هذه الفصول مبنية على العلاقة بين الشاب عبد الله صاحب العشر سنوات وأخته الصغرى باري التي كانت تبلغ من العمر ثلاث سنوات، هذان الطفلان اللذان قرَّر والدهما بيعهما لزوجين لا ينجبان في العاصمة الأفغانية كابول، بهذا الحدث ربط خالد حسيني كلَّ روايته.[٢] ويحكي خالد حسيني أنَّه كان ينوي أن يعقِّد الشخصيات في رواية ورددت الجبال الصدى ويجعلها أكثر غموضًا، وكان خالد يتابع موضوعًا عائليًا رفع قواعده في روايتيه السابقتين وركَّز عليه في رواية ورددت الجبال الصدى وهو مسألة العلاقة بين الأشقاء، حيث يخلق في روايته أكثر من علاقة شقيقين واحدة، كعبد الله وباري وباراوانا وشقيقتها معصومة، إضافة إلى إدريس الطبيب الأمريكي وابن عمه تيمور، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الرواية حقَّقتْ نجاحًا عالميًا باهرًا، وحققت نسبة انتشار عالية جدًّا، فقد بيع منها حوالي ثلاثة ملايين نسخة.
لقد حقَّقت رواية ورددت الجبال الصدى المأمول منها، دخلت إلى قلوب الناس من مختلف الحضارات والجنسيات واللغات دون استئذان وكانت من أكثر الروايات انتشارًا في العالم، ولا شكَّ أنَّ قدرة الكاتب اللغوية وقدرته العالية على الحكم بمشاعر القارئ جعلتها في هذه المكانة المرموقة بين الروايات العالمية، وفيما يأتي اقتباسات من رواية ورددت الجبال الصدى للكاتب خالد حسيني:[٣] “سألها جوليان عمّا وجدته في الرِّياضيات، فقالتْ: إنها وجدت الرياضيات مريحة، فقال: أعتقدُ أني كنت سأقول إنَّها مثيرة للرَّهبة بدلًا من الراحة، إَّنها كذلك أيضًا”.