يوم ماطر – صالح حبش
في مقبرةٍ
صِبْيةٌ يتبادلون المعاول، قبرٌ عصيٌّ على الحفر، أرضٌ تأبى التلذذ بأنين أحلام الجسد. سَألَ أحدُهم عن أسباب تأخر الدفن، ودون أن يكترث بالجواب تابع حديثه مع زميله: جاءني اتصال من صديق، رفضت المكالمة، محاولاً – قدر الإمكان – أن أُحَمِّلَ الأثير حزني المصطنع. اتصلتْ صديقةٌ، رددتُ عليها بتودّدٍ. رجلٌ أخطأ قبرَ والده، وراح يقرأ على روحه الفاتحة بخشوع. فجأة، شعرتُ بنعاسٍ قاتل. انتابتني رغبة جنونية بالصراخ. بدأت ألوح بيدي محاولاً قتل أشباح الذاكرة، لا يراني أحد. لا يسمعني أحد. وجهي ممرغ بالتراب. يا إلهي! أنا الميت!